البداية

عندما أسس عبد الحميد شومان البنك العربي في القدس عام 1930، كانت غايته بناء مؤسسة مالية ومصرفية تخدم العالم العربي بأسره وليس بلده فلسطين فقط. وبعد أكثر من 75 عاماً أصبح البنك، والذي ابتدأ بسبعة من حملة الأسهم بقيمة 15000 جنيه فلسطيني، مؤسسة عالمية بميزانية تبلغ 36.5 بليون دولار أمريكي، وحقوق مساهمين قيمتها 3.3 بليون دولار، و أرباح بلغت 340 مليون دولار أمريكي في عام 2004.

هاجر عبد الحميد شومان المؤسس إلى الولايات المتحدة وعرف مدى الحاجة والأهمية لوجود بنك ملتزم بتنمية الاقتصاديات العربية، خصوصا بعد أن أمضى 18 عاما فيها في ممارسة عمل تجاري ناجح في الولايات المتحدة أدرك من خلاله أهمية تأسيس البنك العربي الذي جاء في مرحلة كانت فيها دول المنطقة تعيش مخاض الاستقلال، وقد قام البنك بدوره حينئذ في مساعدة هذه الدول على تأسيس نفسها كدول حديثة.

وبالرغم من أن الدرب لم يكن سهلاً إلاّ أن البنك استطاع تحقيق النجاح في ظل الاضطراب السياسي المحلي والإقليمي، والمصاعب التي واجهها.

في عام 1929 عاد مؤسس البنك العربي عبد الحميد شومان إلى القدس من المهجر جالباً معه ثروة كونها من عمله التجاري الناجح في نيويورك، وإدراكاً قويا للدور الأساسي الذي تلعبه المصارف في التنمية والتجارة . واستثمر نقوده وابتدأ بمشروعه برأس مال قدره 15000 جنيه فلسطيني فقط. وتم تسجيل البنك العربي في 21 أيار 1930 ليبدأ البنك بالعمل في القدس في 14 تموز 1930 وبذلك أرسيت أسس مؤسسة عربية رائدة.

وخلال مسيرته الناجحة حصل البنك على سمعة رفيعة في العالم العربي والخارج بسبب إدارته المحافظة والكفؤة، إضافة إلى ما عُرف عنه من إصرار في مواجهة الصعاب. ومع أن عبد الحميد شومان لاقى وجه ربه، إلا أن رؤيته باقية حية متمثلة بالنجاح الباهر الذي يحققه البنك العربي اليوم .