تركيا

تتمتع تركيا بنفوذ واسع بفضل موقعها الاستراتيجي وامتدادها الجغرافي عبر قارتي آسيا وأوروبا، الأمر الذي مكنها من السيطرة على مدخل البحر الأسود.

تأسست جمهورية تركيا على يد الزعيم القومي، مصطفى كمال أتاتورك، في عشرينات القرن الماضي بعد ان كانت مركزا للامبراطورية العثمانية.

شهدت مناطق الشرق والجنوب الشرقي من تركيا حرباً أهلية امتدت خمس عشرة سنة بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني الإنفصالي.

وراح ضحية هذه الحرب أكثر من 30 ألف شخص. إلا أنه في عام 1999 تمكنت أنقرة من القبض على زعيم حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان. وقد صدر الحكم عليه بالإعدام، لكن البرلمان قرر إلغاء عقوبة الإعدام عام 2002 واستبدلتها المحكمة لاحقا بالسجن المؤبد.

وعلى إثر اعتقال زعيمه، غير حزب العمال الكردستاني استراتيجيته وأعلن عن تبنيه سياسة الكفاح السلمي من أجل حقوق الأكراد.

وفي عام 2002 غير الحزب إسمه إلى مؤتمر الحرية والديمقراطية في كردستان، إلا أن السلطات التركية وصفت التغيير بأنه مجرد خدعة، وأدرجه الإتحاد الأوربي ضمن القائمة الرسمية للمجموعات الإرهابية.

تعتبر المؤسسة العسكرية التركية القوية نفسها حامية النظام العلماني، ولها تاريخ طويل في التدخل في سياسة البلاد. وكانت هذه المؤسسة وراء إزاحة أول حكومة إسلامية في تركيا عام 1997.

وقد فاز حزب العدالة والتنمية الاسلامي التوجه في الانتخابات العامة التي جرت في شهر نوفمبر تشرين الثاني 2002، مما خوله تشكيل الحكومة التركية التي ترأسها اول الامر عبدالله جول وليس رئيس الحزب رجب طيب اردوغان.

وقد تمكن اردوغان الذي كان يخضع لحظر على نشاطه السياسي من الفوز بمقعد في البرلمان في وقت لاحق وتسلم رئاسة الوزارة لاحقا.

طلبت تركيا الإنضمام لعضوية الإتحاد الأوروبي، إلا أن الإتحاد يطلب من أنقرة تحسين الأوضاع السياسية وحقوق الإنسان وإقامة نظام إقتصاد سوق مناسب.

وقد وافقت تركيا على برنامج اصلاح اقتصادي مثير للجدل مع صندوق النقد الدولي بعد سنوات من المصاعب الاقتصادية المتزايدة.